في ضوء الانتهاكات واسعة النطاق التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، فإن مركز العودة الفلسطيني يحذر من انتهاكات ممنهجة بحق السكان المدنيين في غزة بما فيها حالات اغتصاب واعتداء جنسي.
إن مشهد اعتقال العشرات من السكان المدنيين في منطقة بيت لاهيا شمال غزة وتعريتهم من ملابسهم يعكس النية المبّيتة لدى عناصر الجيش الإسرائيلي لممارسة عمليات إذلال انتقامية ضد الفلسطينيين.
إن مركز العودة الفلسطيني، وفي ضوء السجل الطويل لجيش الاحتلال وعناصره الأمنية في ارتكاب اعتداءات جنسية طالما أفلتت من العقاب، ووثقتها المنظمات الحقوقية، فإنه يحذر من عمليات اعتداء جنسي ممنهج، خاصةً ضد النساء والأطفال الفلسطينيين.
إن حالة الاستقطاب والتحشيد الإعلامي والنفسي الذي يخضع له جنود وضباط جيش الاحتلال تغذي النزعة الانتقامية لدى جيش لديه استعداد دائم لارتكاب أبشع الانتهاكات. خاصةً أن هذه الحرب تحظى بغطاءٍ دولي غربي غير مسبوق، وقيادة يمينية متطرفة داخل النخبة السياسية والحزبية الإسرائيلية، من ضمنها قيادة الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية.
لقد وثقت المنظمات الحقوقية العديد من حالات الاعتداء الجنسي التي ارتكبها جنود وضباط أمن إسرائيليون بحق مدنيين فلسطينيين، ضمنهم أطفال في الضفة الغربية خلال السنوات الماضية، وقد وصل العديد منها للمحاكم الإسرائيلية التي اعتادت أن تمارس إجراءات رمزية تسمح لمرتكبي الجرائم الجنسية من عناصر الجيش بالافلات من العقاب.
إن الأجواء المشحونة التي تخيّم على هذه الحرب، والسجل السابق لجيش الاحتلال يدق ناقوس خطر كبير في إمكانية ارتكاب انتهاكات جنسية واسعة النطاق مع توسع العمليات البرية ودخولها المناطق السكنية المكتظة بالسكان.
نطالب في مركز العودة المنظمات الدولية ذات الشأن أن تطلق نداءات لحماية المدنيين، خاصة الفئات الضعيفة من النساء والأطفال، الذين عادةً ما يكونون أول ضحايا الانتهاكات.
كما نطالب المجتمع الدولي، والحكومات الغربية، خاصة الحكومة البريطانية، باتخاذ كل التدابير اللازمة لمنع مثل هذه الانتهاكات قبل وقوعها.