شارك مركز العودة الفلسطيني في الندوة التي انعقدت في العاصمة النمساوية فيينا من 24 - 26 آذار/مارس 2010، والتي تنظمها لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، تحت شعار "بناء المؤسسات والمضي قدما في إنشاء دولة فلسطين ".
شارك في الندوة ممثلين من أكثر من خمسين دولة مختلفة، وعدد من الأكاديميين والناشطين والمنظمات غير الحكومية من مختلف أنحاء العالم. وتهدف الندوة إلى تسليط الضوء على الوضع الحالي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني وحشد الدعم لبرنامج تطوير مؤسسات السلطة وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة. وناقشت الندوة أيضا تقارير تقييم الحالية الاجتماعية والاقتصادية السائدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ والحاجة الملحة لجذب الاستثمار وإعادة إعمار قطاع غزة؛ مع المضي قدما في نهج بناء الدولة الفلسطينية، والنظر في بحث أفضل الطرق لتقديم المساعدة الدولية ودعم الاقتصاد الفلسطيني والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.
في اليوم الثالث للاجتماع والذي خصص لمنظمات المجتمع المدني الداعمة للشعب الفلسطيني بدأ التركيز على عمل هذه المنظمات والهيئات ضد الجدار العازل في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية وما حولها. وأتاح الاجتماع الاطلاع على أحدث المستجدات الراهنة فيما يتعلق ببناء الجدار، كما ناقش دور منظمات المجتمع المدني في رفع مستوى الوعي العام حول الآثار المدمرة للجدار، والمبادرات الحالية التي تقوم بها في هذا الصدد. الاجتماع سلط الضوء أيضا على أهمية احترام القانون الدولي، بما في ذلك الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن الجدار.
بدأت الندوة بالتعبير عن القلق من جانب الأمم المتحدة حيث قال ممثلها: "إن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة لا تزال تثير القلق، ولا سيما في قطاع غزة والقدس الشرقية". الأمين العام بان كي مون قال في رسالة ألقاها ماكسويل غايلارد ، نائب الممثل الخاص منسق عملية السلام في الشرق الأوسط والأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في الأرض المحتلة، حيث أبلغ الحضور بنتائج رحلة الأمين العام الأخيرة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال الأمين العام "ان إغلاق معابر غزة هو أمر غير مقبول ولا يمكن تحمله ويأتي بنتائج عكسية". وصرح بأن الحل الدائم يتطلب فتح المعابر على حد سواء بالنسبة للسلع الإنسانية والتجارية من والى قطاع غزة.
ثم عقدت ثلاث جلسات عامة نظمت مع خبراء حول تحديد الرؤية العامة للخطة التي اعتمدتها الأمم المتحدة وبدعم من اللجنة الرباعية. ممثل مركز العودة السيد نسيم أحمد، سلط الضوء على بعض العقبات التي تم تجاهلها في هذه الندوات، 'كل اقتراح من الاقتراحات المقدمة إذا لم تكن هناك قوة لتنفيذها على أرض الواقع فهي عبارة عن نظريات فقط، وهذا ما يجعل العديد من خطط الأمم المتحدة ضعيفة وغير قابل للتنفيذ لافتقادها إلى إرادة تنفيذية" يقول السيد أحمد. كما وتفترض الخطة بأن الدولة المحتلة ستسمح للفلسطينيين بإعلان الدولة الفلسطينية بينما هناك أدلة كافية لإثبات خلاف ذلك.
كما تحدث ممثل المركز عن محنة اللاجئين، الذين يشكلون الغالبية العظمى من الفلسطينيين التي يتم التغاضي عنها في الخطة التي اعتمدتها الأمم المتحدة. وقال "باعتبار مركز العودة قريب من اللاجئين ويتفهم حاجاتهم ومخاوفهم، ما هي الرسالة التي يمكن أن نبعث بها الى اللاجئين الفلسطينيين من خلال هذه الندوة وورشات العمل المنعقدة ؟ هل الأمم المتحدة تسير مرة أخرى على طريق تهميش حقوق وأصوات الأغلبية من الفلسطينيين؟