أدان مركز العودة الفلسطيني بشدة الهجوم الإسرائيلي الشنيع الذي استهدف مخيم النصيرات للاجئين في غزة، وأسفر عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين في عملية إسرائيلية أمريكية مشتركة، مؤكداً أن هذا حصيلة هذا الهجوم الوحشي لا تشكل فقط كارثة إنسانية خطيرة، بل أيضًا انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
إن قتل ما لا يقل عن 274 مدنياً بينهم 64 طفلاً و57 امرأة، وجرح أكثر من 400 أخرين، من أجل تحرير أربعة محتجزين إسرائيليين، هي مجزرة وحشية تضاف إلى سلسلة الفظائع الإسرائيلية التي ارتكبت منذ 7 أكتوبر في قطاع غزة المحاصر، رغم قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار. وحتى الآن، اُستشهد أكثر من 36,800 فلسطيني في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وأصيب أكثر من 83,500 آخرين بجروح. بعد ثمانية أشهر من الحرب الإسرائيلية، تحولت مساحات شاسعة من غزة إلى أنقاض وسط حصار خانق للغذاء والمياه النظيفة والأدوية.
يحظر القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة، صراحة الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية. إن الاستهداف المتعمد للمناطق المكتظة بالسكان مثل مخيمات اللاجئين هو خرق واضح لهذه الأحكام القانونية ويرقى إلى جريمة حرب. كما أن مبدأ التمييز، الذي يلزم جميع أطراف الصراع بالتمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين، قد انتهك انتهاكًا صارخًا في هذه العملية الإسرائيلية الأخيرة.
يدعو مركز العودة الفلسطيني إلى إجراء تحقيق فوري وشامل ومستقل في هذه المجزرة. ويجب على المجتمع الدولي، ولا سيما الأمم المتحدة وهيئاتها ذات الصلة، أن يكفل محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب هذه. ومن الضروري أن يؤدي التحقيق إلى اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة، بما في ذلك محاكمة المسؤولين عن الهجمات.
ويحث المركز المحكمة الجنائية الدولية على تسريع تحقيقاتها الجارية بشأن الوضع في فلسطين. إن الهجمات المستمرة والمنهجية على سكان غزة، والتي أسفرت عن عدد مذهل من الضحايا المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، تعكس نمطًا واضحاً من السلوك يمكن وصفه بالإبادة الجماعية، داعياً إلى الاضطلاع بدور حاسم في تحقيق العدالة ومنع المزيد من الفظائع عبر محاسبة الجناة.
كما يدعو المركز إلى تصعيد أشكال التضامن مع سكان غزة والضغط من أجل الوقف الفوري للأعمال العدائية، وحماية المدنيين، واحترام القانون الدولي. لا يمكننا أن نأمل في تحقيق العدالة والسلام الدائم في المنطقة إلا من خلال الجهود الجماعية والحازمة.