جنيف – عقد مركز العودة الفلسطيني (PRC) اجتماعًا مهمًا مع كاتارينا تابيو، رئيسة قسم حقوق الإنسان في وفد الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، لمناقشة تصاعد العنف في غزة ولبنان. واستغل المركز هذه الفرصة لحث الاتحاد الأوروبي على اتخاذ دور أكثر حزمًا في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وزيادة الدعم الإنساني للسكان المتضررين.
خلال الاجتماع، طالب مركز العودة الفلسطيني الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف أقوى وأكثر إلحاحًا تجاه الوضع في غزة، مشيرًا إلى الخسائر البشرية الكبيرة والتدمير المستمر للمنازل والبنية التحتية، وقدم للسيدة تابيو إحصائيات محدثة حول عدد الضحايا المدنيين والتدمير الشامل الذي تشهده غزة. كما أثار قضايا تتعلق بتدهور الظروف الإنسانية نتيجة الحصار والهجمات العسكرية المستمرة.
إلى جانب تسليط الضوء على الوضع الحرج على الأرض، أطلع المركز السيدة تابيو على تقارير مقلقة عن التعذيب وسوء معاملة الأسرى الفلسطينيين، خاصة في سجن سدي تيمان الإسرائيلي سيئ السمعة. ووصف المركز هذه الظروف بأنها "شنيعة"، داعيًا إلى إجراء تحقيق دولي في انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة.
كما أعرب مركز العودة الفلسطيني عن قلقه إزاء تدمير المشاريع الإنسانية الممولة من الاتحاد الأوروبي في غزة والضفة الغربية، والتي تعرضت لأضرار جسيمة أو أصبحت غير قابلة للتشغيل بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة. وأدى تدمير هذه المساعدات، التي تشمل البنية التحتية الحيوية والإمدادات الإنسانية، إلى تفاقم الوضع الإنساني المتدهور في المنطقة، مما قوض جهود الاتحاد الأوروبي لتقديم الإغاثة.
بدورها، أكدت السيدة تابيو على التزام الاتحاد الأوروبي بتعزيز السلام مشيرةً إلى الجهود المستمرة التي يبذلها الاتحاد لتأمين وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين المحتاجين. ومع ذلك، أوضحت أن هناك صعوبة في التوصل إلى موقف موحد بين الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي، حيث يمكن للدول الأعضاء بشكل فردي أن تسعى لمبادرات مثل فرض حظر على الأسلحة أو الاعتراف بالوضع في غزة كإبادة جماعية، ولكن لا يوجد إجماع بين الدول حول هذه الإجراءات.
ودعا مركز العودة الفلسطيني الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوات ملموسة للتخفيف من معاناة الفلسطينيين، سواء في غزة أو في لبنان، حيث تزداد الأوضاع سوءًا للاجئين وسط استمرار النزاع. وأكدوا على الحاجة الملحة إلى تدخل الاتحاد الأوروبي لحماية المدنيين، وإعادة بناء المشاريع الإنسانية المدمرة، ومنع مزيد من التصعيد.
يؤكد هذا الاجتماع على جهود مركز العودة الفلسطيني المستمرة للتواصل مع الهيئات الدولية والدفاع عن حقوق الفلسطينيين. ويواصل المركز دعوته للاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي للتحرك بسرعة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان.