يدين مركز العودة الفلسطيني بأشد العبارات القصف الإسرائيلي الغاشم الذي استهدف مساء الثلاثاء مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوبي لبنان، وأسفر عن استشهاد 13 مدنياً على الأقل وإصابة آخرين، بينهم أطفال وفتيان، في استهداف مباشر ومتعمد لموقع مدني مكتظ داخل المخيم.
إن هذا القصف الذي طال منطقة ذات كثافة سكانية عالية، وفي واحدة من أكثر البيئات هشاشة في المنطقة، يمثل جريمة مركبة واعتداءً سافراً يتجاوز البعد العسكري المزعوم؛ فهو استهداف مباشر لفئات مستضعفة تعيش منذ أكثر من سبعة عقود في ظروف لجوء قسرية تفتقر لأدنى مقومات الحماية. إن ما جرى هو حلقة جديدة في مسلسل ملاحقة الضحية؛ هؤلاء الذين اقتُلعوا قسراً من مدنهم وقراهم في فلسطين، يواجهون اليوم آلة القتل الإسرائيلية تلاحقهم حتى في أماكن لجوئهم خارج الحدود، في انتهاك صارخ لحرمة المخيمات التي يُفترض أن تظل حيزاً مدنياً آمناً لحين عودتهم الطبيعية إلى بلادهم.
يرى المركز أن استهداف "عين الحلوة" لا يمكن فصله عن المسعى الإسرائيلي التاريخي والمستمر لاستهداف الوجود الفلسطيني ورمزيته؛ فالمخيمات، رغم بؤس حالها، ظلت الحصن الحامي للذاكرة الوطنية والرافعة الحقيقية للهوية الفلسطينية وحق العودة. وبالتالي، فإن ضرب المخيمات هو محاولة يائسة لطمس قضية اللاجئين وإسقاط حقهم المشروع في العودة، وهو الحق الذي كفله القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
يأتي هذا العدوان في سياق تصعيد إقليمي خطير، يهدد بتوسيع دائرة النار لتعريض حياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والمدنيين اللبنانيين عموماً، لأخطار مباشرة، مما يفاقم حالة عدم الاستقرار ويهدد الأمن الإنساني في منطقة ترزح أصلاً تحت أعباء اقتصادية واجتماعية هائلة.
وبناءً على ما سبق، يدعو مركز العودة الفلسطيني إلى ما يلي: