يعتبر اللجوء وإنشاء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من أكثر النتائج المأساوية التي حلت بالفلسطينيين بفعل نكبتهم عام ١٩٤٨، وظلّت هذه المخيمات - منذ نشأتها - الشاهد الحي على الظلم الذي وقع عليهم طوال ٦٥ عاما، وجسّدت - بطبيعة الحياة القاسية داخلها - المعاناة التي يحياها الملايين منهم، المشردين عن بلادهم قسرا في منافي الأرض البعيدة.

تكتسب هذه الدراسة أهميتها من عدة جوانب، يأتي في مقدمتها مركزية قضية اللاجئين وحيويتها في الصراع المستمر مع الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، ويمنح تركيز الدراسة على مخيمات الضفة أهمية إضافية، نظراً لوجودها في قلب المواجهة مع الاحتلال، وتصاعد مسألة الاستيطان فيها ينذر بكارثة لجوء جديدة قد يتعرض لها الفلسطينيون في أي وقت. كما وتسد الدراسة ثغرة أكاديمية واضحة تتمثل في النصيب المتواضع لمخيمات الضفة من استطلاعات الرأي والدراسات والأبحاث مقارنة بغيرها من مخيمات اللجوء، مما أضفى ضبابية على تطلعاتها للمستقبل وموقفها من مختلف القضايا ذات الصلة باللاجئين.

تهدف هذه الدراسة إلى رصد وتحليل واقع اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث تتناول مسألة اللجوء من الناحية التاريخية، وتركِّز على نشأة وتطور الحياة في مخيمات الضفة، وتدرس واقعها الحالي من الناحية الديموغرافية، ومستوى الخدمات فيها من الناحيتين الكمية والنوعية في جوانب الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية، كما تستعرض واقع المؤسسات العاملة في هذه المخيمات خصوصا وكالة الأونروا ومؤسسات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.

وتسعى الدراسة إلى تبيان موقف اللاجئين الفلسطينيين من القضايا ذات الصلة بواقعهم ومستقبلهم، بالاعتماد على نتائج استطلاع الرأي الذي أجراه مركز العودة الفلسطيني في مخيمات الضفة الغربية في آذار ٢٠١٢.

عدد الصفحات: ١١٢

الناشر: مركز العودة الفلسطيني

و أكاديمية دراسات اللاجئين