أسبوع العودة لهذا العام يحمل انطباعات استثنائية بالنسبة للفلسطينيين ولكل المتضامنين والداعمين في أنحاء العالم، وخاصة في الغرب. فقد حمل هذا العام تحولات في الموقف السياسي بشأن الحقوق الفلسطينية، شهدتها السياسات الغربية. ففي ظل الأجواء التي خيمت عليها حرب أوكرانيا والدعم المستحق للشعب الأوكراني وقضيته في مواجهة الاعتداء على أراضيه، لم تحمل هذه المشاعر أي شعور بالمسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وعكست سياسات الدعم الأوروبي لأوكرانيا في مواجهة الاحتلال الروسي، وللاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ازدواجية سيكتبها التاريخ لهذا الجيل وللأجيال القادمة. لقد تفاقمت المواقف العدائية والمنحازة لإسرائيل، من محاولات لم تتوقف لتجريم حركة المقاطعة وشيطنة حملات التضامن مع الفلسطينيين في عدد من الدول الأوروبية، ومنها بريطانيا التي تعهدت رئيسة وزرائها السابقة بنقل السفارة البريطانية للقدس. أسبوع العودة لهذا العام هو تذكير بأن أكثر من ٧ ملايين فلسطيني لازالوا لاجئين حتى اليوم منذ أكثر من ٧٤ عاماً. وتذكير بأن القصة بدأت من هنا في لندن، حين اعتبر آرثر بلفور أن لا وجود للشعب الفلسطيني، وأنه يمتلك الحق للتصرف بأرضه. أسبوع العودة لهذا العام صرخة فلسطينية جديدة في أذن العالم الحر والمتحضر، أن الكبار يموتون، لكن الصغار لا ينسون.
كانون الأول/ديسمبر,2022 لندن، المملكة المتحدة